مقدمة الكتاب
منذ ولادة الإنسان وهو محبوب من الله -عز وجل- لأنه هو الذي خلقه، وهو الذي يرعاه ويرزقه، ويسخر له ما في السماوات وما في الأرض. أهم نعم الله على الإنسان العقل الذي يفكر به، فيعقل كل ما يدركه بحواسه من هذه الدنيا. فإذا لم يستخدمه الإنسان صار من الذين لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا وفي الآخرة هم أصحاب السعير.
أما إذا كان هذا الإنسان من أولي الألباب فإنه سيتفكر فيما حوله من آيات الله الكونية وسيعلم لا محالة أن لكل هذا الكون خالقًا واحدًا لا شريك له.
هذا العقل سيجعل العبد يقبل على كلام الله؛ ليتدبر آيات الله القرآنية؛ وليربط بين كون الله المنظور وكون الله المقروء، وهنا يبدأ رحلة التعلم والتعرف على هذا الإله الحق.